فيتنام تنتزع الصدارة من الصين سقوط عرش الأحذية الرياضية وصعود القوة الصامتة

 فيتنام تنتزع الصدارة من الصين سقوط عرش الأحذية الرياضية وصعود القوة الصامتة


في عالم يتغير فيه ميزان القوى الصناعية بصمت، شهدت صناعة الأحذية الرياضية تحولًا دراماتيكيًا: الصين، التي لطالما كانت الورشة العالمية، فقدت عرشها لصالح فيتنام. هذا التغيير لا يعكس فقط تحولات اقتصادية، بل يكشف عن ديناميكيات أعمق في فلسفة الإنتاج، وتكلفة الهيمنة، ومفهوم الكفاءة في زمن التعريفات الجمركية.

عرش الأحذية الرياضية



 كيف فقدت الصين الصدارة؟

 لعقود، كانت الصين المنتج الأول للأحذية الرياضية، مستفيدة من بنيتها التحتية الضخمة، وسلاسل التوريد المتكاملة، والعمالة الوفيرة.  

 لكن مع تصاعد التوترات التجارية، وفرض تعريفات جمركية أمريكية وأوروبية، بدأت الشركات الكبرى مثل نايكي وأديداس بإعادة النظر في تمركزها التصنيعي.  

 نايكي صرحت بأن التعريفات ستكلفها نحو مليار دولار إضافي هذا العام، ما دفعها لتقليص الاعتماد على الصين.



 لماذا فيتنام؟

 فيتنام لم تسرق الصدارة بالقوة، بل بالهدوء والكفاءة.  

 قربها الجغرافي من الصين، وتوفر العمالة المدربة، والبنية التحتية المتطورة حول مدينة هو تشي منه، جعلها البديل المثالي.  

 الحكومة الفيتنامية قدمت تسهيلات ضريبية، واستثمرت في تحسين بيئة الأعمال، مما جذب الشركات العالمية الباحثة عن الاستقرار والتكلفة المنخفضة.



هل انتهى دور الصين؟

ليس تمامًا.  

 الصين لا تزال تحتفظ بمصانع ضخمة تخدم السوق المحلي، وتُنتج الأحذية غير الرياضية بكفاءة عالية.  

 كما أنها تهيمن على إنتاج المواد الخام، خاصة الجلود الصناعية والمطاط، مما يجعلها جزءًا لا يُستغنى عنه في سلسلة التوريد العالمية.


قراءة فلسفية: هل الكفاءة وحدها تكفي؟

هذا التحول يطرح سؤالًا جوهريًا:  

هل الصناعة مجرد أرقام وكفاءة؟ أم أن لها بعدًا أخلاقيًا وسياسيًا؟  

 فيتنام لم تكتف بتقديم يد عاملة رخيصة، بل بنت نموذجًا صناعيًا متماسكًا، يعكس احترامًا للزمن والجودة.  

 الصين، رغم قوتها، دفعت ثمن التوسع المفرط، والتوترات السياسية، وعدم المرونة في التكيف مع المتغيرات.


ماذا بعد؟
 قد نشهد في السنوات القادمة صعود دول أخرى مثل إندونيسيا وبنغلاديش في هذا المجال.  
 الشركات العالمية ستواصل البحث عن التوازن بين التكلفة، الجودة، والاستقرار السياسي.  
 أما الصين، فقد تدخل مرحلة إعادة تعريف دورها الصناعي، بعيدًا عن الكم، نحو التركيز على الابتكار والتخصص.

موضوع سابق
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق
عنوان التعليق